شرانق على أشتات النرجس

~ { شرانق على أشتات النرجس }



خريفٌ يودّعُ ربيعْ ، تتساقطُ أوراقُ الزيتونِ مبتسمةً للبراعمْ ، وتستعدُّ الحقول للتسربلِ بثوب الأرجوانْ ، قانون التعاقب يبرهنُ التكرار ، يتعمّق المشهد ، وتنطوي الصفحة على ميلادٍ جديد ..

كثيرون لا يدركونَ الفرق بين الأمسِ واليوم !! ، فالوجوهُ تكتسي تنوع الاقنعة ، وبسمةُ الوداع تبقى هي ذاتها حينِ الوداعْ .. تتعانقُ أطرافُ الفصول ، والبساتينُ تستقبلُ انقلاباتِ النسيم ، ونحنُ البشر ننسى عبراتِ الترحال على بساطِ التراب ، ونعبر لحصدِ أحشاء النحلْ كقطراتٍ من العسلْ ..

ليت من نعرفهم كالفرقدينْ ، لا هجران ، ولا غيابْ ، آهٍ يا خيالاتي كم تراسم فيكِ من العيونْ ، وكم صافحتِ من الأياديْ ، في سلاسلِ الفكرِ والظّنْ يسترسلُ القلمْ على عزاءِ الذكرياتْ ، ويودقُ القرطاسُ على ماعونِ الدمعاتِ اهاتٍ واهاتْ .. كم حلقنا مع تكسّر الأجنحة ، وانخفاضات النسورْ ، فالى متى ننسى تكاليف الحياةْ ؟ .

أخطأت الفراشات وجهتَها ! ، وتسابقت الى فسائل النرجس ملصقةً شَرانِقها ، فتوهّمنا جهلها مسارات الزمانْ ، واغفالها لأمانِ الاستقرارْ ، واختيار أنسبِ المكانْ .. يا فراشة ! ، تنهيدةٌ من جوفِ صدري عتابْ ، أتركتِ الجذع الصوّان وأنختِ على هشيم الوريقاتْ ؟ ..

وأهذو اكبار قلبي لاناسٍ في شانئ الأزمانْ ، والعشق على نور الجورْ ، واعتزالَ ارطاب الجنان ، وخصومةُ الفكر والمشاعر ،، وأعودُ أرقبُ هراء الفراشة .. بدأت الشرانقُ بالتفتّحْ من اسفل هشيم النرجسْ ، تظهرُ أجنحةٌ من أوكار الحطامْ ، انها شرانق النسيانْ ، نبتت تفارقُ موطنَ الحرمانْ ، ها هو الأمل يعودُ من جديد يخيّم على ظلمِ الخواطر ، ويشعلُ ليلَ الفكر المظلمْ .. تدوّي صرختهُ أريجاً وصدى ، فاسمع يا من حكمتَ سابقاً بالردى .. !! ،،


الأرشيف ، ســــــــ 2008 ـــــــــم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأفكار تنتصر

الأفكار تنتصر