في ظلالِ الفراق

~ تـحـتَ ظـلـِّـ الـفـراقـْـ ~



بكل عبرات الماقي التي ما استطاعت دفع الفراق يوماً ..

أسرجتُ متن قرطاسي المكسور ..

فللفراقِ عويل في مقابر المفترقين لا تطاله أسماع الضاحكين ..

الدمع أوفى للرحيل من المداد ..

وللذكرى لهيبٌ تنوء له رمالُ الصحراء الحارقة لتسرع بالحراك تحت أستار المغيب مستجيرةً ببرودة الغروب ..!!

أعجزتَ يا قلمي وصف ظلٍ للفِراق أطلّ بهِ جِدارُ حبيبٍ توارى عن الحياة
..!!إقْشعرّت أناملكَ برداً وهياماً واختناق ..

رفضت أن تعترف بحقيقة الهجران رغم مشاركتك في تشييعِ ذلك الجسد المسربل بالتراب أسفلَ أكوامٍ من سنيٍّ وعذاب ..!!

عجزت عن كلّ ذلك فنابكَ من نفسي مجافاةً ولوماً واختناق ..!!

هل تحلم بيقين عودةِ أجزاء المدافن ؟!

فكيف بك تتنكّرُ مأساة من رحلوا بقربك دون وئدٍ في المقابر ..؟..

أو رقودٍ في نوى مطيّات المدافن والثرى ..

ما أيقنت شروق القمر في مراسم المستحيل ..

ما عرفت الكثير ..قلّي بربك كيف تراك مدركاً للقليل ؟!

قليلُ ظلالِ ما عرفها بشريٌّ الّا كدمعةٍ على ذرّاتِ عُطارد..!!


أوتعمى الاذان والأفئدة حزناً فتسمع رثاءاً متضارباً في وحشة فراقٍ للنفوس على أجنحة كناريٍّ واحدٍ يحلّق في ذات الفضاء !!!

أبعثر لك هنا إشفاقي وطويل وابلٍ من عذرٍ ومطر ..

نجحتُ في لومكَ عندما أبيت الإعتراف بفراقِ من تركوك موتى لينقلهم القضاءُ الى مثوى الغائبين ..

إن كنتُ هجوتُكَ بشدّةٍ على عجزِكَ عن توسّدِ ظلٍ من ذهابٍ بلا إيابْ ..

لن أنجح في عتابِ انهياركَ في وجهِ ظلالٍ من الترّهاتْ..!!

لا أحد ينكِرُ الفِراق لكن ..

لا أحد يصدّق الفراقَ مارداً بهذا الحجم الذي لا يطاق..!!

أعلّم نفسي بك في نهايةِ المطاف ..!!

لا أنا تركتك ولا أنت أسرعتَ بالفراق ..!!

لنتعلّم فقط كيف نحيى في ظلِّ تلك الظلال المسجورةِ سويةً ..!!

سهم

الأفكار تنتصر

الأفكار تنتصر